يقول إن الطبيعة تنظف نفسها بنفسها
باحث جزائري يبتكر طريقة لتصفية المياه في الجنوب
استطاع فريق بحث علمي من جامعة بشار، التوصل إلى إنجاز علمي صنّف من جامعات أوروبية وعربية ووطنية ضمن خانة ''المهم جدا''، كما حظي بتنويهات كبيرة من مخابر بحث علمية رائدة في مجال الأبحاث الكيميائية. ويتعلق الأمر باستعمال ''رمال العرق'' في تنقية المياه المستعملة الصناعية.
اطلعت ''الخبر'' على جانب من هذا الإنجاز العلمي التي أشرف عليه الدكتور معزوزي عبد الحق رفقة طاقم بحث علمي شارك معه في تطوير هذه الفكرة، التي انطلقت من ضرورة بحث علمية مفادها الوصول إلى تحقيق شعار ''الطبيعة تنظف نفسها بنفسها''، من خلال تجنب استعمال المواد الكيميائية أو المصنعة، التي أظهرت في كثير من الأحيان أنها السبب المباشر في حدوث أعراض وآثار جانبية سواء على الطبيعة أو البشر. واعتبر الدكتور معزوزي أن فكرة البحث تنطلق من استعمال المواد الأولية ممثلا في عنصر أساسي هو ''رمال العرق''، مع مكونات أخرى هي الفحم، نباتات الواد، الطين، علف التمر، مستبعدا في الوقت ذاته نجاح التجربة مع نوع آخر من الرمال غير رمال العرق التي تكثر في مناطق الصحراء، وهذا نظرا لخصوصيتها من حيث التركيبة الفيزيائية والكيميائية، حيث يتم خلط رمال العرق مع المكونات السابقة، والتي ستحتضن الشتلات من النباتات المائية التي تستطيع العيش في هذه التركيبة من الخليط والتي توضع داخل قنوات مائية، مشكلة مصفاة ''فلتر'' تمر عبرها المياه المستعملة الصناعية. وينتج ماء صاف قابل للاستعمال، مع الملاحظ حسب الدكتور معزوزي أن مواد هذه التركيبة متوفرة بكثرة. وكشف الدكتور معزوزي إلى أن هذه ''المصفاة الطبيعية'' تم تطبيقها بادئ الأمر في واد بشار سنة 2007، والذي كان يعرف تجمعا كبيرا للمياه القذرة والمستعملة، وهذا قبل أن يجري نقل التجربة إلى مصنع الحليب بدائرة إقلي، أين أظهرت العينات من التجارب نتائج إيجابية ومشجعة، رسخت لدينا قناعة في أننا في الطريق الصحيح، لنباشر بعدها مساعينا في إقناع ''جهات أكاديمية'' على أعلى مستوى بما توصلنا إليه وهذا عبر أبحاث مكثفة أعدها طاقم البحث العلمي والذي توصل فيما بعد إلى تطوير هذه النتائج عبر دراسات كيميائية دقيقة حظيت بقبول في ملتقيات وندوات بحث علمية في كل من فرنسا، المغرب، تونس، فضلا عن عدد من الجامعات الجزائرية، كما حظيت هذه الأبحاث بمناقشات علمية مستفيضة، انتهت بتتويجه بعدة تنويهات، دللت عليها مشاركتنا بمقالات علمية في مجالات دولية وعلمية محكمة. وأشار الدكتور معزوزي إلى أن التحويل إلى تطبيق عملي يتطلب تكاثف عدة جهود، مشيرا إلى أن الإنجاز تقرر وضعه ضمن مشروع بحث وطني ''بي.أن.أر'' الذي سيتمكن طلبة الكيمياء من دراسته لعدة سنوات، مما قد يساهم في إيجاد أرضية قد تدفع نحو تكريسه واقعا. مضيفا أن فرصة حديثه لـ''الخبر'' هي دعوة لكل الباحثين وأساتذة الجامعات في الجزائر وخارجها، للعمل على خلق تواصل علمي بغية تطوير هذه الفكرة وجميع الأفكار التي تنصب نحو تحقيق شعار ''الطبيعة تنظف نفسها بنفسها''.
إرسال تعليق